بحـث
المواضيع الأخيرة
قصص مذكوره
صفحة 1 من اصل 1
قصص مذكوره
يقول الأستاذ أدهم الجندي:
كنت ذات يوم في نادي المرحوم مشل باشا الجرباء، في دمشق فَسُئل الشيخ مشل عن أعظم شيء سمعه ورآه من مواقف الشجعان النادرة، فأجاب بقوله:
إن أروع وأهم مشهد رآه في حياته هو شجاعة فارس من فرسان قبيلة عنزة.. ويمضي الشيخ مشل في حديثه حسب رواية الراوي إلى أن قال: كنا غزاة من قبيلتنا " أي قبيلة شمر" بقيادة المرحوم عبد الكريم الجرباء، قاصدين غزو قبيلة عنزة، فوجدنا إبلا ترعاها فتاة، فاغتنمناها، اعتقاداً منا أنها لقمة سائغة، وقد لفت انتباهنا نظرة الفتاة المختصة برعاية الإبل، فقد كانت تنظر إلينا نظرة الساخر، أو المستهتر، وما كنا نظن أن وراء نظرتها هذه ما ورائها من سر دفين.
وما أن قطعنا مسافة ليست بالبعيدة حتى لحقنا فارس بمفرده وعندما دنا منَّا طلب منا "الْحَذِيَّة" أي الهبة كما هي العادة المتبعة بحالة كهذه، فالمُغتنم حسب العرف المتّبع يتحتم عليه أن يهب من غنيمته. فيقول مشل: لم نتردد من هبته ناقتين، ظانين أن ذلك كافٍ له، ولكنه عاد فطلب "الحَذِيَّة" مرة ثانية فوهبناه ناقتين أيضاً، ثم عاد ثالثة فطلب، فوهبناه عدداً مماثلاً، ثم عاد رابعاً يطلب "الْحَذِيَّة" ولكن بلهجة توحي أنه لم يكن مُستجدياً، كما بدا لنا من الوهلة الأولى في طلبه السابق، وإنما كان هذه المرة متحدياً، ولذلك برز لمنازلته ستة من فرساننا بينما نحن نسوق الإبل التي اغتنمناها، فظل برهة يتصارع مع الفرسان بين كر وفر، وبعد ذلك لحقتنا أفراس رفاقنا خالية سروجها من فرسانها الذين أبادهم هذا الفارس. فلم يسعنا إلا أن أبرزنا فرساناً أكثر عدداً من السابقين بينما ظل البقية منا يسوقون الإبل، وما أن أخذنا فترة حتى لحقتنا أفراس قومنا الذين كان مصيرهم كمصير سابقيهم.
فكانت النتيجة أن أرهبنا الفارس وأدخل في قلب كل منا الرعب، فهربنا تاركين له إبله، مغتنمين السلامة بعد أن قتل منا فتياناً من خيرة فرساننا.
وبعد، فقد وجدت السيد الجندي راوي القصة مُندهشاً من البطولة التي قام بها الفارس، وبالرغم من أنها بطولة خارقة حقاً، ولكنه مندهش ومعجب في آن واحد من اعتراف المرحوم مشل الجرباء بشجاعة عدوه. ولكنني شخصياً لم استغرب ذلك بحكم معرفتي الراسخة لأخلاق العرب.
آل جرباء في التاريخ والأدب للظاهري
لاشك أن اعتراف الشيخ مشل الجربا بشجاعة عدوه يعد من أخلاق الفروسية التي تميز بها الشجعان آنذاك, فقد أملت عليهم الصحراء وقساوتها ما يشبه القانون الصارم تسير عليه القبائل وفرسانها وينتقصون من يحيد عنه.
وكأني بالشيخ مشل الجربا يشعر بالزهو وهو يعترف لعدوه بالشجاعة فهذه طبيعة أخلاق الفارس الكريم, ولا يرى في قوله منقصة من مكانته بل يرى أن فيه إضافة اعتزاز لمكانته ومكانة قبيلته الممتلئة أصلًا بالأمجاد والمفاخر
كنت ذات يوم في نادي المرحوم مشل باشا الجرباء، في دمشق فَسُئل الشيخ مشل عن أعظم شيء سمعه ورآه من مواقف الشجعان النادرة، فأجاب بقوله:
إن أروع وأهم مشهد رآه في حياته هو شجاعة فارس من فرسان قبيلة عنزة.. ويمضي الشيخ مشل في حديثه حسب رواية الراوي إلى أن قال: كنا غزاة من قبيلتنا " أي قبيلة شمر" بقيادة المرحوم عبد الكريم الجرباء، قاصدين غزو قبيلة عنزة، فوجدنا إبلا ترعاها فتاة، فاغتنمناها، اعتقاداً منا أنها لقمة سائغة، وقد لفت انتباهنا نظرة الفتاة المختصة برعاية الإبل، فقد كانت تنظر إلينا نظرة الساخر، أو المستهتر، وما كنا نظن أن وراء نظرتها هذه ما ورائها من سر دفين.
وما أن قطعنا مسافة ليست بالبعيدة حتى لحقنا فارس بمفرده وعندما دنا منَّا طلب منا "الْحَذِيَّة" أي الهبة كما هي العادة المتبعة بحالة كهذه، فالمُغتنم حسب العرف المتّبع يتحتم عليه أن يهب من غنيمته. فيقول مشل: لم نتردد من هبته ناقتين، ظانين أن ذلك كافٍ له، ولكنه عاد فطلب "الحَذِيَّة" مرة ثانية فوهبناه ناقتين أيضاً، ثم عاد ثالثة فطلب، فوهبناه عدداً مماثلاً، ثم عاد رابعاً يطلب "الْحَذِيَّة" ولكن بلهجة توحي أنه لم يكن مُستجدياً، كما بدا لنا من الوهلة الأولى في طلبه السابق، وإنما كان هذه المرة متحدياً، ولذلك برز لمنازلته ستة من فرساننا بينما نحن نسوق الإبل التي اغتنمناها، فظل برهة يتصارع مع الفرسان بين كر وفر، وبعد ذلك لحقتنا أفراس رفاقنا خالية سروجها من فرسانها الذين أبادهم هذا الفارس. فلم يسعنا إلا أن أبرزنا فرساناً أكثر عدداً من السابقين بينما ظل البقية منا يسوقون الإبل، وما أن أخذنا فترة حتى لحقتنا أفراس قومنا الذين كان مصيرهم كمصير سابقيهم.
فكانت النتيجة أن أرهبنا الفارس وأدخل في قلب كل منا الرعب، فهربنا تاركين له إبله، مغتنمين السلامة بعد أن قتل منا فتياناً من خيرة فرساننا.
وبعد، فقد وجدت السيد الجندي راوي القصة مُندهشاً من البطولة التي قام بها الفارس، وبالرغم من أنها بطولة خارقة حقاً، ولكنه مندهش ومعجب في آن واحد من اعتراف المرحوم مشل الجرباء بشجاعة عدوه. ولكنني شخصياً لم استغرب ذلك بحكم معرفتي الراسخة لأخلاق العرب.
آل جرباء في التاريخ والأدب للظاهري
لاشك أن اعتراف الشيخ مشل الجربا بشجاعة عدوه يعد من أخلاق الفروسية التي تميز بها الشجعان آنذاك, فقد أملت عليهم الصحراء وقساوتها ما يشبه القانون الصارم تسير عليه القبائل وفرسانها وينتقصون من يحيد عنه.
وكأني بالشيخ مشل الجربا يشعر بالزهو وهو يعترف لعدوه بالشجاعة فهذه طبيعة أخلاق الفارس الكريم, ولا يرى في قوله منقصة من مكانته بل يرى أن فيه إضافة اعتزاز لمكانته ومكانة قبيلته الممتلئة أصلًا بالأمجاد والمفاخر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 10, 2014 12:36 am من طرف صهيب الياسري
» شرح وتعليم تنصيب Windows 8 بالصور باللغة العربية والانكليزية
الثلاثاء يونيو 10, 2014 12:31 am من طرف صهيب الياسري
» الازرق رايته بيضه
الأربعاء يناير 06, 2010 5:01 pm من طرف Admin
» اللعبة الشهيرة باصدار Grand Theft Auto: Vice City كاملة ومضغوطة لـ240ميجا►█
الإثنين يناير 04, 2010 4:07 pm من طرف الذيب المدريدي
» فيديو واحد يقلد صوت الحمار
السبت يناير 02, 2010 2:41 pm من طرف كويتيه
» فيديو الطالب والمدرس شوفو الضحك
السبت يناير 02, 2010 2:38 pm من طرف كويتيه
» بنات في جلسه خاصه
السبت يناير 02, 2010 2:36 pm من طرف كويتيه
» فيديو رقص
السبت يناير 02, 2010 2:35 pm من طرف كويتيه
» اغنية سامحتك
السبت يناير 02, 2010 2:34 pm من طرف كويتيه